السبت، 8 سبتمبر 2012

أثمان


 ثمن رزمة الورق لا يتعدى ثمن علبة الالوان الغالية لأن الورق فى أصله ليس غالياً .. ولكن ما وضع هذه الاوراق حينما تكون بداخلها وصية مليونير.. فقط بضعة سطور فيها كافيه لتحويل مبالغ لا حصر لها لانسان لم يتصور يوماً أن يملك مبلغاً كهذا .. فها انت بدأت تعى قيمة الورق لفكرة المليونير وليست لفكرة أن هذه الاوراق اتت من حيث قُطعت ملايين الاشجار , علبة المجوهرات الصغيرة الخشبية التى لا قيمة لها الا بالخاتم الماسى الموضوع بداخلها , هذه الحافظة البلاستيكية المصنوعة من إعادة التدوير لا تملك قيمتها إلا من قطعة الملابس الغالية بداخلها 
هذه الكتب المرصوصه رأسيا بجانب بعضها لا تملك قيمتها الا من مضمونها وافكار كاتبها 
حتى انتَ هيئتك الخارجية وكلُ مساعيك فى الحياة لكى تبدو الافضل فلن يحدد هويتك إلا ما هو بالفعل بداخلك , 
ولكن الحقيقة اذا كنت تُريدأن تعلم الثمن الحقيقى لرزمة الورق فاسأل اى كاتب تتمحور حياته حول القلم والاوراق 
ولو سألت فتاة عن قيمة العلبة الخشبية التى بها خاتم من البلاتين من حب حياتها ستُدرك مدى قيمتها منها 
ولو سألت فقير يتجول فى الشارع لَعرْفت منة قيمة الحافظة البلاستيكية التى ترميها بعدما ينتهى استخدامها 
ولو سألت طالب العلم الحق لَعرْفت مدى شغفة بالكتب المرصوصة فى بيت ومدى عشقة بالكتب التى لا يستطيع الحصول عليها
للاسف فنحن نحدد قيمة الاشياء  من نظرتنا المجردة لها , لإنعاكسها على حياتنا ومدى احتياجنا لها ولكن للأشياء حولنا ذات تُحتَرم ..  تُحتَرم من اجل احترمنا لذات هؤلاء الذين تُحدد هويتهم هذه الاشياء .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق