الخميس، 13 سبتمبر 2012

هى امرأتك


ها هى تُطلُ عليكَ بفستانَها الازرق السماوى يومَ ذهبتْ لخطبتهِا , لم ْتكنْ أجمل النساء اللاتى رَأتْها عيناك َحينما كنتَ فى الجامعة او العمل لكنها تملكُ هذه العيون الطفوليه التى تُشعرَكْ بأنه يجبُ عليكَ مراعاتُها والحفاظُ عليها ويجب ُعليك أن تقودَ لها سيارتك لتوصِلها حيثما تُريد لأنها تعتمدُ عليكَ ولأنها اختارتْ الا تعتمدُ على غَيرك .. كانت سعيدة فى هذا اليوم وكان خَجَلهُا هو زينتها يومها وحين مَسكْتَ يدها للمره الاولى تَسارعتْ نبضاتُ قلبهُا واحمرت وجنتيها نَظرتْ لك سريعاً وقالتْ لمْ اتمنى يوما ًغيرك , و كمْ كانت خلافاتكُما طويله حينما كنتم تجهزونَ بيتكم اخذتم تختلفون فى كلِ شئ فى لون الاثاث وشكله , فى شكل الزفاف ومضمونه ولم تسلم ْالعائلتين الكريمتين من مصالحتكما كل يومين على الاكثر واختفى كلُ التعب يوم اخذوا يرددوا الاقارب بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير ..حينها أخَذْتُ تقول فى نفسِك لقد كانت تستحقُ كلُ ما عملتُ من اجلِهَا , لم تكن هى المرأة المثاليه , نعم سَتَتَفاجأْ حين تراها فى الصباح لم تتزين بعد ولم تمشط شعرها وهو ينسدلُ على عينيها ولكنها عندما تقول صباحك ورد كانت جميله وكان يبدو عليها الارهاق الشديد عندما تعود من العمل واحياناً كانت تعبس ملامح وجهها عندما تغضب ولا تتكلم , يوم عَلِمَتْ انها تحمل طفلاً بداخلها ظَهَرتْ كطفلة هى الاخرى وهى تخبرك بذلك , لم تكن فى افضل حالاتها فى هذه الظروف كانت كثيراً ما تُحزنها اشياءً بسيطة لا تستدعى وكثيراً ما كانت تستيقظ ليلاً لتجلس بمفردها دونك وحينما جاءَ اليوم المُنتَظْر كانت مثلُ الورد الذابلُ الساقط ُعلى فراشِ بالمستشفى كانت تَتصببُ عرقاً ولم تكن فى أبهى صورها 
لكنها أتَتَ لكَ بطفلِ من صلبك يحملُ دمك ودمها يتبنى خصالك وخصالها ...
و احبتك ..
احبتك عندما لم تخترْ سواكَ وعندما قرَرَتْ أن تعيشُ معكَ وأن تكون انت من تترك بيت والديها من أجله , يمكن ان تتداخل المصطلحات بدَاخلِكَ حينما تصمت وتغضبُ منك لكن ليس عليك الا أن تتحملها فى هذه الأوقات عليك أن تتحملها من اجل أن تعطيها مَهرب اليك حينما تضيق عليها الدنيا وليس مهرب منك لانها تعلم انك لن تساعد
فلا تستهنْ بذلك ولا تأخذه أمرُ مسلمُ به فهى اختارت ان تفعل كل هذا لك وبك .
وحينما تشعر انه يجب عليك أن تقومها لانها لا تفعل ما تريده انت فتذكر كم من افعال فَعلتْ من اجلك وهى لا تريدها
حينما تشعر انها لا تتعب بما فيه الكفاية فتذكر حينما حملتْ طفلك بداخلها تسعة اشهر حتى انهكها التعب .
وحينما تقرر ان تبخل عليها فى مشاعرك فتذكر انها تضيق ذرعا بعملِ طعامك كلَ يوم عن حب وليس عن واجب
فقط تذكر انها أمراتك عن اختيارها وليس عن مسلمات .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق