السبت، 23 مارس 2013

الكتابة

تظل أحلام مستغانمى فى ذاكرة الجسد تتردد فى عقلى ذهاباً واياباً .. هى أول شئ اسمعه فى الصباح و تصاحبنى وانا أَهم على الكتابة وفى المساء هى كل ما افكر به
إننا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير، وننتهي من الأشخاص الذين أصبح وجودهم عبئا على حياتنا. فكلما كتبنا عنهم فرغنا  منهم..وإمتلأنا بهواء نظيف
وما أن تنتهى حتى تصل بعدها فى قطار الكلمات   إننا نخط إهداء للغرباء فقط..وأما الذين نحبهم فمكانهم ليس فى الصفحة البيضاء الأولى , وإنما فى صفحات الكتاب كله 
اذن هى الكتابة .. هى السبيل للنجاة .. سأكتب وأكتب وأكتب حتى أفرغ حتى من نفسى .. حتى أفقد عقلى وذاكرتى ولا استطيع أن أتذكر أى يوماً كان يومنا المعهود .. وأى ذاكرة فى عقلى تلك التى تحملك بداخلها .. وأى أحلام كانت لها فرحة وجودك وايهما كانت قبلك 
اليس كافياً اننا لا نستطيع ان نطعن قلوبنا حتى تنزف وتنتهى وننتهى معها ! فلنطعنها الف مرة فيما نكتب 
ولنستورد قلوبا غيرها لا تشعر .. فقط تنبض بلا صوت وبلا آلام واهمها ان تكف عن النبض بأسماء هؤلاء الذين نحاول جاهدين ان ننساهم وننسى وقع اصواتهم على اذننا وننسى وقع نبضاتنا فى حضرتهم وننسى وقع اسمائهم فى عيوننا وننسى لهفة اللقاء ودفء السهر وفرح الايام و خيبة الفراق .. لننسى كل هذا 
اين وضعتة اذن ؟؟ 
هذا المسحوق السحرى الذى نستطيع ان ننثرة حولنا ويأخذ معه كل هذه الذكريات وما ان يطيره الهواء القادم من النافذة التى لطالما بعثت منها للنجوم احلامنا سويا ستختفى الذكريات .. كأنها لم تكن يوما وسيتوقف بعدها هذا الألم الذى يطلقوا عليه "الحنين" .. حقا ! الم يجدوا فى اللغة كلمة اكبر من هذه ! كلمة بأربع او خمس أبعاد لتستطيع احتواء كل ما نشعر به وتغدر به هذه الكلمة فى الاربعة حروف التى تُكَونهم ..
ويعود قطار الكلمات مرة اخرى لا استطيع اللحاق به على الرصيف فهو يُسرع تاركا  إن المهم في كل ما نكتبه .. هو ما نكتبه لا غير ، فوحدها الكتابة هي الأدب .. وهي التي ستبقى ، وأما الذين كتبنا عنهم فهم حادثة سير .. أناس توقفنا أمامهم ذات يوم لسبب أو لآخر .. ثم واصلنا الطريق معهم أو بدونهم
الأمر كلة للكتابة وبالكتابة وعن الكتابة .. نحن نتألم ونفرح ونعدو لنستطيع ان نكتب ما يستحق القراءة .. 
!! لن أتوقف عن الكتابة لعلى افرغ مما تحتويه ذاكرتى ولكن اذا استطعت فقط ان أتذكر اخر مرة قابلته 
ما الالوان التى كنا نرتديها ؟ اين ذهبنا ؟ وفى ماذا كنا نتحدث ؟ ومتى غادرنا ؟ 
يَصعُب علي ان أُجبر كل حواسي ان تنسى ما عاشته يوما وان اطالبها فى الوقت ذاته ان تتذكر تفاصيل اخر لقاء 
لو كنت اعلم انة سيكون اللقاء الاخير كنت صورته بعينى وسجلت صوته فى مُسجل الذاكرة وكنت دَونت احاديثنا حتى اتذكرها 
أتذكر محمد عبد الوهاب عندما غنى وقال لما انت ناوى تغيب على طول مش كنت اخر مرة تقول 
فأين المفر .. الأمل الاخير اذن فى عربة القطار الاخيرة .. ما سقط منه وهو يرحل على قضبان الواقع 
آمن أنك ستنسى , أكثر ممّا تتمنّى 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق