أحضَرَت قلماً وبضعه أوراق بيضاء .. وضعتهم على الطاولة وظلت تنظر لهم أكثر
من الساعة
فكرت فى تحضير شئ ساخن تشربه . تُحضر الكوب .. تضع السكر .. وتحدث نفسها .. ماذا
إن قرأ ؟؟ ماذا إن لم يقرأ ؟؟
.. سأُحَضِر شاياً .. لدى الكثير لأخبره .. لا لا سأحضر قهوة .. ولكن انتهى وقت
الحديث بجملة واحدة قلناها واتفقنا وغادرنا
!! آآةة فارت القهوة
!! آآةة فارت القهوة
سأُعد شاى .. قررت
ظلت تنظر الى براد المياة تراقبه حتى تغلى المياة بداخله وحينما رفعت البراد من
فوق الموقد كانت قد قررت أن تكتب ما يجول برأسها وتبعثه فى رسالة له
!! ماذا إن لم تصله ؟ ماذا إن وصلته وأهملها ؟ ماذا إن لم يعنيه الامر
.. قُضى الامر .. سأكتبها وأبعثها ويحدث ما يحدث
! أمسكت القلم وبدأت تَخُط أولى حروف الرسالة وهى تُفكر كيف كانت تُكتب الرسائل قديما
أكان من السهل عليهم ان يبدأوها بعزيزي فلان ؟
وكم تتسم بالبرود عزيزي هذه بعد كل ما مضى بيننا ! إذن حبيبي .. حقاً !! سأراسله
وأُلقبه حبيبى
بعد ما انتهى كل شئ !! الى اين ذهب عقلى ؟؟
بعد ما انتهى كل شئ !! الى اين ذهب عقلى ؟؟
.. حسناً هذه بداية تليق به وبما كان يوما بيننا
يا من يصعب نسيان ذكراه .. كيف حالك ؟ "
أتمنى ان تكون بأفضل حال لطالما تمنيت لك الأفضل دائما حتى انها كانت اخر جمله
تدور فى ذهنى يوم افترقنا
.. كنت اتمنى لو اسعفنى لسانى يومها لأقول لك ان تهتم بحالك وانى سأظل أدعو الله ان
يرزقك الخير اينما كنت
.. سيدى القارئ لا أعرف ما وقع هذه الرسالة عليك
لكنى اعرف وقع الايام بدونك .. لطالما كنت أعرف اننا لم نعد صغارا ليصعب على اياً
منا ان يُكمل طريقه بدون الاخر ومازلت على يقين ان للحزن مواسم وان الفرح سيُعبئ فترة ما قادمة بالعمر كنا فيها سويا او كنا بجوار آخريين
وأجدها ابتذالا إن حاولت أن أُعاتبك على ما حدث هنا فى هذه الرسالة .. ولا فى أى
يوم من العمر القادم .. فما مضى قد مضى
وأنا على اعتاب رسالتى لك اكتشفت ان كتابة رسالة أمراً ليس سهلاً كما كنت أتوقع ولا
أعرف إن كنت ستود مراسلتى مره أخرى وحقيقة لا أعرف سبب رغبتى فى مراسلتك اعتقد ان
للأمر علاقة بما نود ان نتجاوزه وربما لأن مغادرتك كانت مفاجئة كظهورك فى أيامى
فعندما نطوى الصفحات القديمة ونبدأ بكتابة غيرها لا نتخيل اننا يوما ما سنطوى هذه
الصفحة التى تكتبها يدينا الآن .. نتصور انها
.. ستظل الصفحة الرئيسية فى الصفحات القادمة .. كصفحتى معك
.. ستظل الصفحة الرئيسية فى الصفحات القادمة .. كصفحتى معك
ها انا الآن احاول ان اطويها قدر الإمكان واضعها مع صفحات الماضى واكتب غيرها
لكنها صفحة يعز علي ان اطويها بسهوله .. فمكانتك تُحترم اكثر من ذلك
عاندت نفسى كثيرا قبل ان ابعث لك بهذه الرسالة .. لن أُطيل عليك أكثر من هذا .. فأنا اعرف ان كثرة الكلمات لن تفيد وإن كان اختفائها
سيكون أفضل
وفى الختام .. انتبة لحالك .. واهتم بها وليرزقك الله خيرا من ايامنا سويا
" .......
ثَنيت اوراق رسالتها .. وضعتها بداخل
ظرف لونه اصفر يغلب عليه الابيض
" ... كتبت على المظروف "يرسل الى
ولم ينقذها القلم بيدها ان تكتب اسمه على ظرف الخطاب
تركت الرسالة على الطاولة بجانب كوب الشاى المملتئ الغير ناقص منه رشفة واحدة .. همت بالوقوف وذهبت مبتعدة عما نُثر منها على هذه الطاولة..
" ... كتبت على المظروف "يرسل الى
ولم ينقذها القلم بيدها ان تكتب اسمه على ظرف الخطاب
تركت الرسالة على الطاولة بجانب كوب الشاى المملتئ الغير ناقص منه رشفة واحدة .. همت بالوقوف وذهبت مبتعدة عما نُثر منها على هذه الطاولة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق