السبت، 9 مارس 2013

بيت زجاجي

كان رجلا لا يتكرر كثيرا فى الحياة . شَكّلته الأيام والتجارب والازمات التى عاش الكثير منها وحاول قدر طاقتة أن يصنع بداية جديدة .. ونجح بالفعل
أمتلك الكثير بعدها أهمها كان بيت من الزجاج ..

كان بيتة الزجاجى رائع الجمال فكل من مر به من الخارج لم يستطع أن يُبعد ناظرية عن جمال بيته
وكان بداخله هو كالملك فى عرشه .. محاطا بثروتة .. آمن بعمره .. 
تَعّود أشكال ورودة كلا فى مزهرية خاصة بها .. فهناك مزهرية بجانب طاولة الطعام تحمل بداخلها ورود لها لون الابيض مع الاحمر 
وشرفتة الزجاجية المطلة على العالم الخارجى دون أن تتعرض للهواء كانت مليئة بالنباتات الخضراء المنعشة النضرة دائما 
كان ما يؤثث بيتة ملئ بالدفئ .. أثاث بِلورى فى أركان البيت ومكتبة شفافة تحمل بداخلها كل ما يحلم بة اياً منا من كُتب تتحدث عن كل شئ 
كان يغلب على البيت اللون الابيض وكانت تدخلة أنوار الصباح من كل مكان .. وفى المساء كانت بضعة شموع تكفى لتحويلة الى سماء مظلمة ونجوم فى سماء البيت 
وفى ثنايا الزجاج كانت المرايات تملء البيت ومثلما كانت تعكس جمال المنزل كانت تعكس ما بداخل صاحب البيت من آلام .. لم يستطع ان ينسى آلامة .. كلما نظر فى المرآة كان يحاوطة الماضى وظل يحول بينة وبين المستقبل الذى يحمل فى طياتة الفرح الواقف خلف الزجاج ينتظر .. ظل الفرح ينتظر ان ينسى آلامة ويستطيع ان يرى هذا الجمال لشأنة وحسب لكنة كلما رفع عينة على هذا الفرح الواقف فى المطر والخريف والربيع منتظر كان ضى الزجاج وما يحملة البيت بالداخل ينطبع على صورتة التى يراها له .. ظلت حدود بيتة الرائع تُقَيدة .. تُقيد عيناه الا يرى ما يختلف عما تعودت رؤيتة
كان شديد العناية ببيتة وبنظافتة وترتيبة لكنة لم يستطع يوما ان يرى ما هو خارج هذا الزجاج .. كان يرى المارة ينظرون بشغف على بيتة لكنة لم يكن يرى حقيقتهم وما هم بالفعل عليه حتى من تَسَمر امام بيتة لم يستطع جَذب عقلة ونَظرة سوى عدة لحظات .. عاد بعدها الى بيتة لا يرى غير نوافذة وورودة ومزهرياتة ومراياتة وغرق بداخلة مرة اخرى مثلما تعود وظل الفرح مُنتَظِر ..
ولكن الى متى !




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق