السبت، 30 مارس 2013

أدب مدفوع الثمن مقدماً

نُدين بالفضل والعرفان لكل التجارب المؤلمة  المميتة التى تُضيق الفراغ حولنا وكأننا بكسر الحوائط سنفتح منفذ أخر للهواء فهى فى النهاية تَهِبَنا  كَم رائع من المشاعر الغير مبرره الغير ملموسة الايجابية والسلبية التى تُمَكِننا من صياغتها الى شكل أدبى يُمثل طعنات الايام  لننال تصفيق القراء الغير معنين بالخراب الواقع خلف الكلمات .. الكلمات التى تأنقت طويلا امام مرآة الادب لتطل علينا بأبهى حُلة لها
 تماما كالمرأة التى تُخفى بداخلها ما لا يمكن قولة وامام الحشد والعامة وقبل ان تَطل عليهم اختارت فستان ذهبى انيق طويل مكشوف الرقبة .. وضعت زينتها بِرقه ورفعت شعرها الى اعلى وانسدلت منه بعد الخُصل على عينيها وخرجت انيقة لدرجة اغرت الأخريين بعدم احتمال وجود خطب ما بها .. ترتدى ابتسامة لا تفارقها  ودلال انثوى بالغ الحنكة
ارتدت الكلمات زيها الادبى وتزينت وخرجت للقراء كى لا يدركوا ان اجتماع هذة الكلمات فى جملة واحدة يدل على ألم بالغ الحدة لم يجد كاتبها سوى هذة الطريقة ليُخرجها لعل ما بداخله يهدأ
.. ولكنها فى اغلب الاحيان محاولات لا تنجح 

السبت، 23 مارس 2013

الكتابة

تظل أحلام مستغانمى فى ذاكرة الجسد تتردد فى عقلى ذهاباً واياباً .. هى أول شئ اسمعه فى الصباح و تصاحبنى وانا أَهم على الكتابة وفى المساء هى كل ما افكر به
إننا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير، وننتهي من الأشخاص الذين أصبح وجودهم عبئا على حياتنا. فكلما كتبنا عنهم فرغنا  منهم..وإمتلأنا بهواء نظيف
وما أن تنتهى حتى تصل بعدها فى قطار الكلمات   إننا نخط إهداء للغرباء فقط..وأما الذين نحبهم فمكانهم ليس فى الصفحة البيضاء الأولى , وإنما فى صفحات الكتاب كله 
اذن هى الكتابة .. هى السبيل للنجاة .. سأكتب وأكتب وأكتب حتى أفرغ حتى من نفسى .. حتى أفقد عقلى وذاكرتى ولا استطيع أن أتذكر أى يوماً كان يومنا المعهود .. وأى ذاكرة فى عقلى تلك التى تحملك بداخلها .. وأى أحلام كانت لها فرحة وجودك وايهما كانت قبلك 
اليس كافياً اننا لا نستطيع ان نطعن قلوبنا حتى تنزف وتنتهى وننتهى معها ! فلنطعنها الف مرة فيما نكتب 
ولنستورد قلوبا غيرها لا تشعر .. فقط تنبض بلا صوت وبلا آلام واهمها ان تكف عن النبض بأسماء هؤلاء الذين نحاول جاهدين ان ننساهم وننسى وقع اصواتهم على اذننا وننسى وقع نبضاتنا فى حضرتهم وننسى وقع اسمائهم فى عيوننا وننسى لهفة اللقاء ودفء السهر وفرح الايام و خيبة الفراق .. لننسى كل هذا 
اين وضعتة اذن ؟؟ 
هذا المسحوق السحرى الذى نستطيع ان ننثرة حولنا ويأخذ معه كل هذه الذكريات وما ان يطيره الهواء القادم من النافذة التى لطالما بعثت منها للنجوم احلامنا سويا ستختفى الذكريات .. كأنها لم تكن يوما وسيتوقف بعدها هذا الألم الذى يطلقوا عليه "الحنين" .. حقا ! الم يجدوا فى اللغة كلمة اكبر من هذه ! كلمة بأربع او خمس أبعاد لتستطيع احتواء كل ما نشعر به وتغدر به هذه الكلمة فى الاربعة حروف التى تُكَونهم ..
ويعود قطار الكلمات مرة اخرى لا استطيع اللحاق به على الرصيف فهو يُسرع تاركا  إن المهم في كل ما نكتبه .. هو ما نكتبه لا غير ، فوحدها الكتابة هي الأدب .. وهي التي ستبقى ، وأما الذين كتبنا عنهم فهم حادثة سير .. أناس توقفنا أمامهم ذات يوم لسبب أو لآخر .. ثم واصلنا الطريق معهم أو بدونهم
الأمر كلة للكتابة وبالكتابة وعن الكتابة .. نحن نتألم ونفرح ونعدو لنستطيع ان نكتب ما يستحق القراءة .. 
!! لن أتوقف عن الكتابة لعلى افرغ مما تحتويه ذاكرتى ولكن اذا استطعت فقط ان أتذكر اخر مرة قابلته 
ما الالوان التى كنا نرتديها ؟ اين ذهبنا ؟ وفى ماذا كنا نتحدث ؟ ومتى غادرنا ؟ 
يَصعُب علي ان أُجبر كل حواسي ان تنسى ما عاشته يوما وان اطالبها فى الوقت ذاته ان تتذكر تفاصيل اخر لقاء 
لو كنت اعلم انة سيكون اللقاء الاخير كنت صورته بعينى وسجلت صوته فى مُسجل الذاكرة وكنت دَونت احاديثنا حتى اتذكرها 
أتذكر محمد عبد الوهاب عندما غنى وقال لما انت ناوى تغيب على طول مش كنت اخر مرة تقول 
فأين المفر .. الأمل الاخير اذن فى عربة القطار الاخيرة .. ما سقط منه وهو يرحل على قضبان الواقع 
آمن أنك ستنسى , أكثر ممّا تتمنّى 




الجمعة، 22 مارس 2013

رسالة


أحضَرَت قلماً وبضعه أوراق بيضاء .. وضعتهم على الطاولة وظلت تنظر لهم أكثر من الساعة 

فكرت فى تحضير شئ ساخن تشربه . تُحضر الكوب .. تضع السكر .. وتحدث نفسها .. ماذا إن قرأ ؟؟ ماذا إن لم يقرأ ؟؟ 

.. سأُحَضِر شاياً .. لدى الكثير لأخبره .. لا لا سأحضر قهوة .. ولكن انتهى وقت الحديث بجملة واحدة قلناها واتفقنا وغادرنا
!! آآةة فارت القهوة 
سأُعد شاى .. قررت 
ظلت تنظر الى براد المياة تراقبه حتى تغلى المياة بداخله وحينما رفعت البراد من فوق الموقد كانت قد قررت أن تكتب ما يجول برأسها وتبعثه فى رسالة له 
!! ماذا إن لم تصله ؟ ماذا إن وصلته وأهملها ؟ ماذا إن لم يعنيه الامر 
.. قُضى الامر .. سأكتبها وأبعثها ويحدث ما يحدث 
! أمسكت القلم وبدأت تَخُط أولى حروف الرسالة وهى تُفكر كيف كانت تُكتب الرسائل قديما 
أكان من السهل عليهم ان يبدأوها بعزيزي فلان ؟ 
 وكم تتسم بالبرود عزيزي هذه بعد كل ما مضى بيننا ! إذن حبيبي .. حقاً !! سأراسله وأُلقبه حبيبى
  بعد ما انتهى كل شئ !!  
الى اين ذهب عقلى ؟؟
.. حسناً هذه بداية تليق به وبما كان يوما بيننا 
يا من يصعب نسيان ذكراه .. كيف حالك ؟ " 
أتمنى ان تكون بأفضل حال لطالما تمنيت لك الأفضل دائما حتى انها كانت اخر جمله تدور فى ذهنى يوم افترقنا 
.. كنت اتمنى لو اسعفنى لسانى يومها لأقول لك ان تهتم بحالك وانى سأظل أدعو الله ان يرزقك الخير اينما كنت 
.. سيدى القارئ لا أعرف ما وقع هذه الرسالة عليك 
لكنى اعرف وقع الايام بدونك .. لطالما كنت أعرف اننا لم نعد صغارا ليصعب على اياً منا ان يُكمل طريقه بدون الاخر ومازلت على يقين ان للحزن مواسم وان الفرح سيُعبئ فترة ما قادمة بالعمر كنا فيها سويا او كنا بجوار آخريين 
وأجدها ابتذالا إن حاولت أن أُعاتبك على ما حدث هنا فى هذه الرسالة .. ولا فى أى يوم من العمر القادم .. فما مضى قد مضى 
وأنا على اعتاب رسالتى لك اكتشفت ان كتابة رسالة أمراً ليس سهلاً كما كنت أتوقع ولا أعرف إن كنت ستود مراسلتى مره أخرى وحقيقة لا أعرف سبب رغبتى فى مراسلتك اعتقد ان للأمر علاقة بما نود ان نتجاوزه وربما لأن مغادرتك كانت مفاجئة كظهورك فى   أيامى
فعندما نطوى الصفحات القديمة ونبدأ بكتابة غيرها لا نتخيل اننا يوما ما سنطوى هذه الصفحة التى تكتبها يدينا الآن .. نتصور انها
.. ستظل الصفحة الرئيسية فى الصفحات القادمة .. كصفحتى معك 
ها انا الآن احاول ان اطويها قدر الإمكان واضعها مع صفحات الماضى واكتب غيرها لكنها صفحة يعز علي ان اطويها بسهوله .. فمكانتك تُحترم اكثر من ذلك 
 عاندت نفسى كثيرا قبل ان ابعث لك بهذه الرسالة .. لن أُطيل عليك أكثر من هذا .. فأنا اعرف ان كثرة الكلمات لن تفيد وإن كان اختفائها سيكون أفضل 
وفى الختام .. انتبة لحالك .. واهتم بها وليرزقك الله خيرا من ايامنا سويا 
"                     .......                                                                                                          

ثَنيت اوراق رسالتها .. وضعتها بداخل ظرف لونه اصفر يغلب عليه الابيض
 " ...
كتبت على المظروف "يرسل الى 
 
ولم ينقذها القلم بيدها ان تكتب اسمه على ظرف الخطاب
 
تركت الرسالة على الطاولة بجانب كوب الشاى المملتئ الغير ناقص منه رشفة واحدة .. همت بالوقوف وذهبت  مبتعدة عما نُثر منها على هذه الطاولة.. 





الثلاثاء، 19 مارس 2013

حاجات بتفَرّح


فى حاجات صغيرة بتفَرّح .. يمكن من كُتر ما اتعودنا عليها ماعدتش بتفرق معانا بس لما تركز شوية تلاقيها فعلا بتفرّحك
زى ضحكة أمى كل يوم اول ما بفتح عنيا واننا نفطر سوا ونعد نهزر على اى حاجة حصلت من كام سنة هزرنا علية مليون مرة بس برضة لسة بتضحكنا
زى لما تفتح الحنفية وتلاقى المية نازلة بالظبط زى ما انت عايزها.. دافية شوية ومش سخنة ومش ساقعة.. مظبوطة :
D
زى لما تنزل من البيت وتبقى رايح شغلك وتلاقى مواصلات على طول توصلك من غير غَلبة وتعد جنب الشباك وهوا الصبح الساقع شوية يخبط فى وشك وانت بتسمع فيروز وهى بتغنى """:::"راجعين يا هوا راجعين يا زهرة المساكين" او وهى بتقول "عم شوفك بالساعة بتكات ساعة من المدى جاى حبيبى"
او تغير الاغنية فتسمع نجاة وهى بتقول "يا اهل الهوا نادهتونا لحيكم اهو جينا لحيكم ازيكم .. ازيكم يا اهل الهوا ياللى سبتونا فى الهوا"
وتقرر تفتح الراديو تشوف علية اية فتلاقى كل الاذاعات بتّصَبح عليك واكنها بتصبح عليك انت لوحدك وبتقولك انهم معاك وانت مش رايح شغلك وحيد ويفكروك بحاجات زمان فتسمع مثلا "ماشية السنيورة كدة كدة اهو عاوزالها صورة كدة كدة اهو " او يجيبوا مقطوعة من فيلم قديم لثلاثى اضواء المسرح وهما بيقولوا "جمبرى جمبرى طازة جمبرى جمبرى مشوى" :D:D
الموضوع مش فى الاغنية اللى بتسمعها ساعتها ..هى بتكون حالة حلوة .. صاحى فايق و نازل شغلك والجو حلو وبتسمع حاجات بتلاقى نفسك بتبتسم لوحدك :)
او انك تروح شغلك وتكتشف ان مفيش شغل كتير وتعرف تروح البيت بدرى كام ساعة .. تعد تفكر وانت مروح هتفطر اية عشان تجيبة معاك ولانك مروح بدرى تلاقى المواصلات فاضية والطريق ميخدش وقت طويل .. دى حاجة كمان بتفرح
زى لما تشوف حد من اصحابك اللى بقالك كتير مشوفتوش وتحضنة حضن جامد اوى اكنك بتاخد منة للزمن وتعد تضحك وتهزر معاة وتعرف اخبارة فى 5 دقايق وتقولة ربنا معاك وتمشى
زى لما تعمل شغلك كويس وتساعد اهلك وتنام وانت حاسس انك راضى انهاردة
زى لما تبقى واقف فى السوبر ماركت وتلاقى بنوتة صغيرة تحت ركبتك عمالة تبص عليك وتلعب معاك وتلقائيا تلاقى نفسك قاعد بتلعب معاها من بعيد وشكلك فضيحة وهى عمالة تضحك عشان بتلاغيها
زى خروجة حلوة مع اصحاب عمرك لما متعرفوش تبطلوا ضحك طول الاعدة وتبقوا شُبهة فى المكان اللى انتوا فية من كتر الضحك وتروحوا وانتوا عارفين ان الصحبة دى كانت نعمة من عند ربنا
زى لما تفرحوا كلكوا عشان واحد صاحبكوا اتجوز وتعدوا تتريقوا علية :
D وانتوا فعلا عنيكوا مليانة فرحة لية وبتدعولوا من قلبكوا انة ربنا يكرمة فى حياتة
زى مكالمة تليفون الصبح من اللى انت بتحبة وهى بيقولك انة كان لازم يسمع صوتك عشان اليوم يبقى حلو وانة عارف انك مشغول فى شغلك بس مليش فية كان لازم اكلمك
J
زى لما تنزل تجيب تيشيرت عاجبك وعايز تجيبة من فترة ومعاكش فلوس ولما تقبض او تحوش تمنة تنزل تلاقية لسة موجود وانك عشان اتأخرت كان سعرة نزل شوية والباقى جبت بية ايس كريم انت وصاحبك اللى نازل معاك
زى اما تروح تجيب فول وطعمية وتلاقى المطعم زحمة بس تلاقى حد من جيرانك اللى بتحبهم وتفضل واقف معاة لحد ما تنسى الزحمة
وزى لما تبقى فى المواصلات ومش لاقى مكان تعد وهوب وانت واقف يقوم السواق مفرمل فرملة تخليك من كتر ما شكلك وحش تعد تضحك :
D
لما تبقى مروح مضايق من الكلية او شغلك وتكلم اعز اصحابك وتقولة ما تيجى نخرج يقولك هفكس للى عندى واقابلك كمان نص ساعة :
D
اللى بيفرحنا لو ركزت هتلاقية كتير اوى وموجود فى يومنا كلة .. حاجات صغيرة مبنخدش بالنا منها اوى بس بتفرحنا كتير
J
يارب يفرح قلوبكوا
J




السبت، 16 مارس 2013


للأحلام عُطب لا يشترط أن يُصاحب عدم تحقيقها .. أحيانا يأتى عُطبها فى افتقادنا القدرة على أن نَحلُم ..

الفقد


لا نتوقف عن تدريب أنفسنا على الفقدان كلما فَتّحنا أعيننا كل صباح .. ويُذهلنى كيف يمكن أن يَجرحنا  الاخريين مع كل هذه التحصينات التى نتخذها معهم !!
 وكيف اننا نُهبِط بسقف طموحاتنا وأحلامنا معهم ويستطيعوا ايضاً أن يجعلونا نتألم 
وبالحديث عما افعله .. فأنا اؤمن أن لكل منا نصيب فى الألم الذى مهما صرخ وتوجع منه فهو على قدر ما يحتمل تماماً لا أكثر .. اعتبرها كتعزية لي عما اتحمله حينما اتألم .. فأجد أنفاسى تختفى ولا استطيع استحضارها .. وأجد أفكارى تتحول الى لا شئ .. لا غضب لا حزن .. فقط حنين وكثير من الألم الذى يصعب تجاهله 
الفقد جزء من التغيير الذى لابد ان نعيشه كل يوم شئنا أم أبينا 
وهذه الايام تتطلب بعض الثقة أنها ستمر بما نتصور أنه آلمنا لحدنا الاقصى .. وخطوه تلي الاخرى ويوم يصاحب الاخر لتسترد انفاسك ذات صباح لم تخطط له وها أنت قد تجاوزت هذا الألم ..
 للفرح ساعات يذهب بعدها ولا يبقى إلا أثره بالذكرى المطمئنة ...
 وللألم ساعات يذهب بعدها تاركاَ دروسا نتعلم منها .. مُثبتاً لنا أننا اليوم اقوى مما كنا أمس 
الفقدان زائر يأتيك على غفله منك فى احلامك .. فكن أنيقا فى استقباله 




السبت، 9 مارس 2013

لقاء


كل لقاء يتلاعب معة القدر بذكاء ليُحبط محاولاتة فى رؤيتها ويلاعب هو القدر ويفوز باللقاء كل مرة

يريد القدر حمايتها من خذلان اللقاءات ويريد هو خذلانها بغموضة

رجل .. بغموضة .. يقتل لهفه أنثاه

                     مستوحاة من رواية الاسود يليق بك       


بيت زجاجي

كان رجلا لا يتكرر كثيرا فى الحياة . شَكّلته الأيام والتجارب والازمات التى عاش الكثير منها وحاول قدر طاقتة أن يصنع بداية جديدة .. ونجح بالفعل
أمتلك الكثير بعدها أهمها كان بيت من الزجاج ..

كان بيتة الزجاجى رائع الجمال فكل من مر به من الخارج لم يستطع أن يُبعد ناظرية عن جمال بيته
وكان بداخله هو كالملك فى عرشه .. محاطا بثروتة .. آمن بعمره .. 
تَعّود أشكال ورودة كلا فى مزهرية خاصة بها .. فهناك مزهرية بجانب طاولة الطعام تحمل بداخلها ورود لها لون الابيض مع الاحمر 
وشرفتة الزجاجية المطلة على العالم الخارجى دون أن تتعرض للهواء كانت مليئة بالنباتات الخضراء المنعشة النضرة دائما 
كان ما يؤثث بيتة ملئ بالدفئ .. أثاث بِلورى فى أركان البيت ومكتبة شفافة تحمل بداخلها كل ما يحلم بة اياً منا من كُتب تتحدث عن كل شئ 
كان يغلب على البيت اللون الابيض وكانت تدخلة أنوار الصباح من كل مكان .. وفى المساء كانت بضعة شموع تكفى لتحويلة الى سماء مظلمة ونجوم فى سماء البيت 
وفى ثنايا الزجاج كانت المرايات تملء البيت ومثلما كانت تعكس جمال المنزل كانت تعكس ما بداخل صاحب البيت من آلام .. لم يستطع ان ينسى آلامة .. كلما نظر فى المرآة كان يحاوطة الماضى وظل يحول بينة وبين المستقبل الذى يحمل فى طياتة الفرح الواقف خلف الزجاج ينتظر .. ظل الفرح ينتظر ان ينسى آلامة ويستطيع ان يرى هذا الجمال لشأنة وحسب لكنة كلما رفع عينة على هذا الفرح الواقف فى المطر والخريف والربيع منتظر كان ضى الزجاج وما يحملة البيت بالداخل ينطبع على صورتة التى يراها له .. ظلت حدود بيتة الرائع تُقَيدة .. تُقيد عيناه الا يرى ما يختلف عما تعودت رؤيتة
كان شديد العناية ببيتة وبنظافتة وترتيبة لكنة لم يستطع يوما ان يرى ما هو خارج هذا الزجاج .. كان يرى المارة ينظرون بشغف على بيتة لكنة لم يكن يرى حقيقتهم وما هم بالفعل عليه حتى من تَسَمر امام بيتة لم يستطع جَذب عقلة ونَظرة سوى عدة لحظات .. عاد بعدها الى بيتة لا يرى غير نوافذة وورودة ومزهرياتة ومراياتة وغرق بداخلة مرة اخرى مثلما تعود وظل الفرح مُنتَظِر ..
ولكن الى متى !