الجمعة، 23 يناير 2015

غريب .. قريب .. مُفارق

كانت البداية يوم بدأ الحب يطرق الابواب بيننا .. فى زمن لم نكن ندرى بوجود باب بيننا يجمعنا ونحتمى به ونختبئ بداخله
كنا كالأغراب .. وما اجملهم 

للغريب جمال يستوقفك .. ذلك العابر الذى لا تعرفه ويفيض الحديث معه 
ذلك البعيد جسدا والقريب على خاطرنا

ويمر الزمن على الزمن ويقترب جسد البعيد ويشغل كل الخاطر وتُملء به الحواس 

ويمر الزمن حتى تجد قلبك بالغريب ينبض فقط بقربه ولا سواه يحمل فرشاة رسم ابتسامتك 
ويمر الزمن ويأخذ الغريب نبضات قلبك وتنقطع الانفاس به ويَرُدها هو
ويمر الزمن وتنقطع الانفاس ألما ولا تُرَد 
ويمر الزمن والغريب يزداد غُربة وانت تزداد وحدة من دونه
ويمر الزمن وتجد الغريب بداخلك كسريان الدم يملئك .. يُسيطر على جسدك ويتحكم به .. ويستحوذ على روحك .. انت معه اينما يذهب .. ولا تَملُك فى الحياة سواه ليُبقى روحك حية حتى وان كانت مُكبلة بسلسلة غير مرئية طرف منها حول رقبتك والطرف الاخر حول قدميه

كنا يوماً نفيض عشقا ولا نعرف للألم معنى سوى ساعات الفراق ليلاً .. آملين الصبح الآتى بأنفاسنا وهمساتنا التى لا تكتمل الا بتبادل متقن بيننا .. كالمقطوعة الموسيقية يعزف فيها البيانو لتُغازلهُ الكمان عازفين اكثر الالحان خطفا للأنفاس ولا نمت
كنا وكنا وكنا .. واصبحنا انا وانت بلا أنفاس وبلا نبض وبلا روح وبلا ابتسامة .. اصبحنا بلا شئ ..
يا حبيبى لم نعد صغاراً كما كان يوما عشقنا .. ولم يعد العشق صغيرا .. 

هَرِمَ العشق وشابت روحه وفقد ذاكرته .. لم يتبقى سوى بضعة صور من مشاهد قديمة لا يمكن الربط بينها ولا استحضار تفاصيلها .. فقط مشاهد عابرة لزمن لا يُمكن تَذُكره وحنين لشئ ما .. لم تعد الذاكرة تستطيع تحديد زمنه


هَرَمت القلوب يا حبيبى .. ورُدَت لنا الانفاس من بعد فقدها .. حتى وإن كنا لا نشعر بها ولا نسمعها لكننا نعلم انها موجودة 

لاننا فقط مازلنا احياء  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق