الخميس، 15 أغسطس 2013

شركة عقارات وطنية

فى شركة عقارات مشهورة بالثقة وتلبية احتياجات العميل دخل عدد من الشباب صغير السن مثقل كاهلة يبدو عليهم العجز فى ملامح مازالت فى طور النضج والنضارة
تكلم واحد منهم بالنيابة عنهم قائلا "نريد بيت لنسكن فية وسمعنا فى المنطقة انكم شركة عقارات ذات سمعة جيدة ونود لو ساعدتمونا على اختيار ما نرغب "
ردت عاملة الاستقبال "شرفنا وجودكم تفضلوا فى غرفة الاجتماعات وسنبعث لكم بأكفأ موظف لدنيا "
هناك وفى غرفة اجتماعات كبيرة على طاولة مكتبية رسمية خشبية بنية اللون .. تتسم بالفخامة
جلس الشباب حولها فى انتظار موظف المكتب
دخل موظف المكتب شاب فى الثلاثينات من عمرة انيق يرتدى بذلة سوداء وقميص ابيض وربطة عنق انيقة فى بساطتها سماوية اللون .. يحمل بيدية بعض الاوراق والنماذج
جلس على رأس الطاولة واخد بذمام الحديث قائلا
"اختياركم لنا شرف زائد للشركة اسمحوا لى ان اساعدكم قدر ما استطيع وحتما سنجد لكم مسكن يليق بكم"
وسألهم "حدثونى عن مواصفات المسكن الذى ترغبون بالعيش فية ؟ "
نظر الشباب بعضهم الى بعض وبدأ بالرد واحد منهم كان يترأس الطاولة من الاتجاة الاخر قائلا
"ما نطلبة بسيط .. نريد مسكن حر ,
مساحتة فى حدود المعقول حتى يجد كلا منا براحة الخاص ونستطيع رغم هذا ان نجد مكانا اخر نجتمع فية لمناقشة امورنا
نريد مساحات خضراء شاسعة فبعضنا اصابة المرض فى مسكننا السابق
نريد شوارع آمنة فى المكان .. لسنا فى حاجة الى ممرات يُقتل فيها بعضا منا قبل الفجر لأنة يرتدى ساعة جعلتة يبدو كمن يملك كثيرا من المال
نريد دور عبادة قريبة منا مساجد وكنائس
فنحن حريصون على اتمام صلواتنا جميعها ولا ضير من بعض القوانين التى تحتم احترام وقت آذان المساجد ووقت اجراس الكنائس
وحريصون ان نكون بجوار بعضا البعض حتى لا تفصلنا فى المسكن
ونرغب فى ارض فضاء قريبة منا فنحن نخطط لبناء حضارات جديدة .. لا تستنكر ما اقولة فنحن جئنا من نسل الحضارة بعينها
اما عن مزاولة اعمالنا فنحن لا نتقيد بشئ ما .. نستطيع ان نعمل فى اى شئ ونبرع فية .. نحتاج فقط الى دليل مبدأى وسنقوم نحن بالباقى
اما عن القيادات فلا نرغب بها تماما نحن كفيلون بالقيادة
فلا نرغب فى ان ننادى احدهم مولانا ولا نطمع فى امان مشروط من بعضهم تحت شمخة زى الجنود
وحتما لا نريد من يقولون عليهم ذوى الشئون العليا فى المنطقة ..
توقف الكلام لبرهة وقال .. اعتقد هذه اهم المواصفات
نظر لموظف الشركة فوجده عابس الملامح مشتت الفكر وتحوم حولة علامات الاستفهام
فقال له .. 
سأجعلها اكثر سهولة لك .. نحن جئنا من مكان لا نرغب فى بيعة ولا نستطيع ترميمة ويقتلنا المكوث فية 
فكل ما نرغب بة هنا هو وطن أخر للإيجار ..
ابحث لنا عن وطن غير وطننا والباقى من ادارة شئونة وبناء حضارتة وعلومة وفنونة وارساخ مبادئة والحفاظ على حدودة واحترام كرامة مواطنية .. نحن كفيلون بها

وعلى الرغم من كِبَر الازمة التى يعيشها هذا الشباب الا ان بعد الاجتماع لم تكن المشكلة توقفت عندهم
اكفأ موظف فى الشركة الذى حضر معهم هذه المواصفات اصبح من الصعب علية ان يجد لثنائى جديد سيتزوج مسكن فى نفس الوطن فما كان بإمكانة ان يتحمل ذنب اطفال تكبر هنا
وحتى الشركات التجارية والمكاتب الهندسية لم يعد يستطيع ان يوفر لهم مكان عمل سيدفعوا اعمارهم فى تلك المكاتب ولن يرد لهم الوطن الشكر الا بباقة ورود يوم انتهاء عملهم
وامام قرار مصيرى بتركة للعمل او ان يزيف الحقائق المنثورة امام جميع المواطنين
فهو مثلهم ايضا لة ابنة صغيرة مازالت تحبى وتجرى علية عند عودتة من العمل
اخذ يرتدى بذلتة الانيقة كل يوم ويذهب للعمل ويضحك فى وجة كل عميل يبحث لة عن مكان يريدة وظل يبحث لهم ولة حتى اخر ايامة عن مكان فى وطن لا يراهم ولا هم يروه ..   








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق