الأربعاء، 15 أغسطس 2012

الظَّـــلامُ


وَحدُه الظَّلامِ بإمكانِه أن يضَعَك وَجْهاً لوجهٍ مع ذاتِك الحقيقيّة , بلا أوضَاع زائفة وأقنِعة لا تُشْبِه كلّاً مِنكُما 
فى الظَّلامِ تُصبِح المِرآة على غيرِ ما خُلِقَت له.. مُعْتِمة فتُفقِدك القُدرَةَ على أن تنظُر لنفسِك خلالها وتُخبِرها بأننى لم أُخطأ وبأننى على حق فيما فَعَلت , فى الظلامِ تأخُذ الحقيقةُ معنى أخر أعمَق وأقسَى ومؤلِم أكثَر فها هى تتجَرد أمام عَيْنيك واضِحة وضوحَ الشّمسِ فى النّهارِ دون حتى أن تُنِير ضوءً خافتاً , تٌخبِرَك بكل أفعالِك التى خبّأتَها تحت عبَائةِ الواجِب المُلزم والمجتَمع
 تصفَعك على وجهِك بأنّ ضمِيرَك مازال هُنا فى مكانٍ ما لم يَمُت بَعد !

يُظهِر الظّلام حقيقةً ما نحن عليه , ما كنّا ولمَاذا أصبَحنا هكذا , فى لحظاتِ الظّلام الأكثر وَحْشَه التى تمُر عليك وأنت تستَرجِع كلّ ما مضَى ذاك الذى دَفنتَه فى مقبَرةِ عمرِك , كلّ ما لم تُرِد أن تَتَذَكّره والذى تصوَّرت أنّ ذَاكِرَتك قد مَحَته بقرارٍ .. فى الظّلام تسقُط الأقنِعة و يَصْمُت صوتُ الأعذار وتأتِيك اعتِرافَات ذاتٍ كُنت قد نسيتها فى دهَاليزِ انسانيّتك حينَها فقط تستَطيع أن تحصل على كلّ اجاباتِ أسئلتك المؤجّلة دهراً من الزّمنِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق