الخميس، 15 سبتمبر 2016

الرسالة الثانية

انها المرة الثانية التى أكتب فيها رسالة كتابية قديمة الطراز بنية إرسالها فى عالم الحقائق. فى المرة الأولى لم تطاوعنى يدى لأكتب اسم صاحبها وأبعثها .. لعل السبب كان انتهاء الفرصة او عدم شجاعتى المفرطة
لكن هذه المرة أكتب لك يا من مازال فى الأفق يلوح ألماً ويعصر قلبى وحدة
لم أفهم يوما معنى أن تكون وحيدا فى ضمة حبيب .. و أن تكون شخصا ما غيرك تماما فى حضوره .. أن يكن دون العالم المحيط هو أكثر من يؤلمك .. ويختفى الأمان فى سيرته .. دوما هو أكثر ما ينتزع أمان قلبك
لقد سئمتك .. وسئمت حبك وفقدانى لكثير منى رغما عنى .. وأمانى المتناقص دوما فى عبائتك
لم أعد أحبك .. لم أكرهك بعد .. لكنك أستنفدت طاقتى لحبك وحب اى شخص بعدك
كنت دوما الغائب وقت احتياجى اليك وكنت دوما خوف ابتساماتى وضيق صدرى وحزنى الدفين الذى زاد عمرى عشرون سنة على العشرون .. تمتص الحياة وتتركها ميتة الضحكات .. سئمتك
بحق العشرة بيننا .. سئمتك
وبحق كل ما نعمت به وانا انتقص يوما بعد يوم .. سئمتك 
أمثالك لا يدركون الحب .. لسبب ما أو لأخر لا يرون سواهم طيلة العمر .. لذلك لم تستطيع يوما ان ترانى
 قدمت لك الأيام الفرصة لتكون بجانبى تحتوى قلبى وتضم أحزانى لكنك لم ترى سواك .. فلم تكن حاضرا .. لن أقل لك انى واجهت أحزانى وحدى .. لكن كان فى ظهرى عِشرة عمر أخرى لم تتنازل عنى ولم تتركنى .. فى وجه الموت كانت دعامة الأيام وفى وجه الوحدة كانت الرفيق
لم أرغب يوما فى جعلك غير موجود بداخلى .. لكنك لم تعطنى سببا واحدا يجعلنى اضعك بالقلب 
وسط الألم كنت أكثر ما يؤلم .. ووسط الوحدة كنت أكثر ما يغربنى ووسط الفرح كنت مصدر الشك .. ووسط الأمان كنت انت نازعه
 يقولون لا عذر فى الغياب وقت الحاجة .. وأقول انا لا عذر لك فى كل مرة كنت غائب وحدثتك بمدى احتياجى لك 
طلبت منك احتياجى اليك اكثر من مرة .. ولم تستجب 
فقل لى الآن .. كيف أعطيك المزيد ولم يتبقى بداخلى سوى بواقى لحسرة حلم عطبته بيديك 
سئمتك .. وسئمت انانيتك

هناك تعليق واحد: