أبويا كان كوبس مسى عليا ليلة 27 يناير وقعدنا ننكش بعض
عشان كنت بعمل بطاطا وقعد يقولى اوعى تنامى وتسيبى الفرن ونام هو وانا استنيت البطاطا ونمت .. صحى الصبح
راح شغله وصحيت بعده قعدت العب شوية وانام تانى واتفرج على التليفزيون لحد ما بقت
الساعة 8.30 بليل تقريبا ..حسيته اتأخر شوية بس قلت عادى هو بيتأخر بقاله فترة فى
شغله
استغربت انه مكلمناش ولا انا ولا أمى طول اليوم .. فضلت شوية لحد ما لقيت تليفون البيت بيرن .. واحنا نادرا ما بنستخدمه وغالبا بيكون لنفس الظرف .. لقيت حد من عيلتنا من اللى بشوفه مره كل 5 سنين مثلا وقعد يسلم عليا ويسألنى على الكلية والتخرج ويمين وشمال لحد ما قرر ينطق ويقولى انه ابويا فى المستشفى ...
أمى كانت جت من شغلها من حبة قبلها ونامت شوية .. رحت صحتها براحة وخدنا بعض ونزلنا وخدنا معانا شنطة فيها الحاجات اللى لما تعب قبل كده خدنهاله .. توقعنا زى كل مرة نروح نلاقية مستنينا ونعد نضحك معاه وكلها كام يوم ونرجع سوا البيت
احنا روحنا فعلا بس ملقنهوش زى كل مرة .. ابويا المرة دى فضل يومين فى غيبوبة لحد ما فاق
ومن ساعة ما فاق ادانا يوم واحد بس ضحكلنا وهو مش قادر من التعب .. ضحك لما ضحكته على الفصوليا الخضرا اللى دبسنى فيها اكلها عشان هو مكنش موجود ياكلها وانا مش بحبها
أسبوعين .. كل يوم فيهم كان اسوء من اللى قبله .. أسبوعين واحتمال اني مسمعش صوته تانى فى بيتنا مجاش فى بالى ولا مرة
أسبوعين من الخميس 28-1-2016 للأربعاء 10-2-2016 كلمتنا المستشفى الصبح عشان تقولنا كلام غريب كان معناه انى مش هسمع فعلا صوته تانى فى العمر اللى لسالى فيه ايام
أبويا مقالش ولا كلمة من ساعة ما دخل المستشفى ليوم ما رحنا ناخده عشان نصلي عليه وندفنه
والشنظة اللى جهزناها لسة فى أوضته عاملين مش واخين بالنا منها
وكل اللى كان فى بالى يومها فى المستشفى وانا مستنية الغُسل يخلص .. مصظفى ابراهيم لما كان بيقول "يا ناس يا عبط يا عشمانين فى فرصة تانية للقا .. بطلوا اوهام بقى واسمعوا .. عيشوا بذمة وودعوا كل حاجة بتعملوها وكل حد بتشوفوه وكل كلمه بتقولوها وكل لحن بتسمعوه .. عيشوا مشاهد كل مشهد زى ما يكون الأخير واشبعوا ساعة الوداع واحضنوا الحاجة بضمير ده اللى فاضل مش كتير .. اللى فاضل مش كتير .. لو بس كنت ساعتها عارف ان دى المرة الاخيرة مية مية كانت هتفرق فى الوداع"
انا كنت عنده قبلها بيوم الضهر وكنت بهزر معاه .. ولو كنت أعرف انها المرة الأخيرة كنت قلتله كلام كتير اوى غير اللى قلتهوله ساعتها
الجدير بالذكر انى من بعدها وكل ما يشوفنى حد يعزينى لأول وهلة ببقى هرد عليه واقوله "فى مين ؟"
كنت بروق حاجته امبارح بليل وقعدت افرز فى ورق عمره اكتر من 50 سنة لسه حبره زى ما هو .. يمكن الورق اللى اتغير لونه شوية لكن زى ما هو برضة .. حاجات عمرها وصل ليوم ميلاده لسه على حالها .. على رأي أمى دايما تقولى "الحاجة عمرها أطول من البنى آدم"
كلنا عارفين انه الموت علينا حق .. وكلنا رايحين ومش أول ولا أخر اللى هنوصلهم لربنا وهيجلنا يوم احنا كمان ونروح
بس فكرة اني مش هلاقى رقم أبويا بيرن على موبايلى تانى مش راضي عقلى يفهمها
ولا النكش على طبق السلطة كل يوم على الغدا اللى .. هيقف.. مش عارفة افهمه
وأوضته اللى كان بيعد فيها ويطلع منها صوت فيروز وهو بتدندن بعدك على بالى يا قمر الحلوين .. هتسكت .. برضة مش عارفه افهمها
ونكش يوم الجمعة على طبق الفول .. مش هيكون تانى .. الفكرة مرعبة !!
فكرة انه فى حد فى عشتك معادش موجود .. مرعبة لأبعد الحدود .. مرعبة !
أبويا تعب جدا اخر يومين قبل ما يتوفى وبعد ما دفنا وروحنا كنت بقول لأمى "ربنا كان حاطط الرحمة فى قلب الوجع" ربنا حطلنا رحمته بإنه يرفع عنه التعب الشديد اوى اللى بقى فيه بإنه يرفعه خالص من الدنيا ..
الرحمة كانت فى قلب الوجع حتى لو الوجع اللى بنحسه دلوقتى منقدرش نوصفه
الله يرحم اللى قلوبنا موجوعة على فراقهم ويرحمها بالصبر ...
استغربت انه مكلمناش ولا انا ولا أمى طول اليوم .. فضلت شوية لحد ما لقيت تليفون البيت بيرن .. واحنا نادرا ما بنستخدمه وغالبا بيكون لنفس الظرف .. لقيت حد من عيلتنا من اللى بشوفه مره كل 5 سنين مثلا وقعد يسلم عليا ويسألنى على الكلية والتخرج ويمين وشمال لحد ما قرر ينطق ويقولى انه ابويا فى المستشفى ...
أمى كانت جت من شغلها من حبة قبلها ونامت شوية .. رحت صحتها براحة وخدنا بعض ونزلنا وخدنا معانا شنطة فيها الحاجات اللى لما تعب قبل كده خدنهاله .. توقعنا زى كل مرة نروح نلاقية مستنينا ونعد نضحك معاه وكلها كام يوم ونرجع سوا البيت
احنا روحنا فعلا بس ملقنهوش زى كل مرة .. ابويا المرة دى فضل يومين فى غيبوبة لحد ما فاق
ومن ساعة ما فاق ادانا يوم واحد بس ضحكلنا وهو مش قادر من التعب .. ضحك لما ضحكته على الفصوليا الخضرا اللى دبسنى فيها اكلها عشان هو مكنش موجود ياكلها وانا مش بحبها
أسبوعين .. كل يوم فيهم كان اسوء من اللى قبله .. أسبوعين واحتمال اني مسمعش صوته تانى فى بيتنا مجاش فى بالى ولا مرة
أسبوعين من الخميس 28-1-2016 للأربعاء 10-2-2016 كلمتنا المستشفى الصبح عشان تقولنا كلام غريب كان معناه انى مش هسمع فعلا صوته تانى فى العمر اللى لسالى فيه ايام
أبويا مقالش ولا كلمة من ساعة ما دخل المستشفى ليوم ما رحنا ناخده عشان نصلي عليه وندفنه
والشنظة اللى جهزناها لسة فى أوضته عاملين مش واخين بالنا منها
وكل اللى كان فى بالى يومها فى المستشفى وانا مستنية الغُسل يخلص .. مصظفى ابراهيم لما كان بيقول "يا ناس يا عبط يا عشمانين فى فرصة تانية للقا .. بطلوا اوهام بقى واسمعوا .. عيشوا بذمة وودعوا كل حاجة بتعملوها وكل حد بتشوفوه وكل كلمه بتقولوها وكل لحن بتسمعوه .. عيشوا مشاهد كل مشهد زى ما يكون الأخير واشبعوا ساعة الوداع واحضنوا الحاجة بضمير ده اللى فاضل مش كتير .. اللى فاضل مش كتير .. لو بس كنت ساعتها عارف ان دى المرة الاخيرة مية مية كانت هتفرق فى الوداع"
انا كنت عنده قبلها بيوم الضهر وكنت بهزر معاه .. ولو كنت أعرف انها المرة الأخيرة كنت قلتله كلام كتير اوى غير اللى قلتهوله ساعتها
الجدير بالذكر انى من بعدها وكل ما يشوفنى حد يعزينى لأول وهلة ببقى هرد عليه واقوله "فى مين ؟"
كنت بروق حاجته امبارح بليل وقعدت افرز فى ورق عمره اكتر من 50 سنة لسه حبره زى ما هو .. يمكن الورق اللى اتغير لونه شوية لكن زى ما هو برضة .. حاجات عمرها وصل ليوم ميلاده لسه على حالها .. على رأي أمى دايما تقولى "الحاجة عمرها أطول من البنى آدم"
كلنا عارفين انه الموت علينا حق .. وكلنا رايحين ومش أول ولا أخر اللى هنوصلهم لربنا وهيجلنا يوم احنا كمان ونروح
بس فكرة اني مش هلاقى رقم أبويا بيرن على موبايلى تانى مش راضي عقلى يفهمها
ولا النكش على طبق السلطة كل يوم على الغدا اللى .. هيقف.. مش عارفة افهمه
وأوضته اللى كان بيعد فيها ويطلع منها صوت فيروز وهو بتدندن بعدك على بالى يا قمر الحلوين .. هتسكت .. برضة مش عارفه افهمها
ونكش يوم الجمعة على طبق الفول .. مش هيكون تانى .. الفكرة مرعبة !!
فكرة انه فى حد فى عشتك معادش موجود .. مرعبة لأبعد الحدود .. مرعبة !
أبويا تعب جدا اخر يومين قبل ما يتوفى وبعد ما دفنا وروحنا كنت بقول لأمى "ربنا كان حاطط الرحمة فى قلب الوجع" ربنا حطلنا رحمته بإنه يرفع عنه التعب الشديد اوى اللى بقى فيه بإنه يرفعه خالص من الدنيا ..
الرحمة كانت فى قلب الوجع حتى لو الوجع اللى بنحسه دلوقتى منقدرش نوصفه
الله يرحم اللى قلوبنا موجوعة على فراقهم ويرحمها بالصبر ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق