الأحد، 29 يوليو 2012

صَمتُ الهَاتِف



بَعدُ فترَةٍ من الزمَنِ تعتادُ على صَمتِ الهاتفِ .. ذاك الصمت الملئ بالخَيْبة 
فتتوقف عن إنتظارِ المكَالمات والنظرِ فى الهاتف حتى أنّك بعد فترة تفقد وَقْعَ موسيقى الرَنين على أُذنَك 
لكن تآمر صَمتِ الذكريات عليك لا يمكن الأعتياد عليه فهو مؤلِمٌ فى كلّ مرّة مثل أول مرّة , فالذكريات لها أنين لا تسمَعه سوى الروح ولا يشعر به سوى طَعم الحنينِ القاتل بداخِلك 
هى تلك اللحظةُ التى يتوقّف قلبُك فيها عن الخفقانِ ومازال نبضكٌ فى عروقِك 
مثلُ اليومِ منذُ سنواتٍ لم يتوقف الهاتف عن الدقّ , لم يتوقف عن الأتّصال بى , ليطمئن مرة , وليتكلّم مرة , وليُسمِعَنِى مرة أنَنَا ذاتَ يوم سنتوقف عن احتياجٍنا للهاتف لنكون سوياًّ 
كم كان صحيحاً فيما قاله لى , فَهَا نحنُ اليوم قد توقّفنا عن احتياجِنا إلى الهاتفِ والأتصالاتِ والرسائلِ , حتى أننا توقّفنا عن احتياجِنا إلى بعضِنا !! 
أو لعلّنا أُجبَرنا أن نتوقفَ عن احتياج كلّ منا للأخر , كان لابدّ من إيجَاد طريقة لنستمرَ فى العيش وقد كانت أصعب الطرقِ هى تلكَ التى اتَخذَناها ليقتل كلاً منا الأخر بداخله , لكننا لم نقتَل بعض داخل هواتفنا 
ظل اسمك موجود فى قائمةِ الأسماء يتربّص بى فى كل مرةٍ أراه فيها وظلّت رسائلك موجودة كما لو أنها تعيدَنى إلى وقت جائتنى منك !! 
سخريةٌ ! أن تَصبَح اسماً وعدّة أرقام وبعض رسائل بعد كل ما كنتَ خارج هذا الهاتف 
الآن وأنا اكتب لعلك فى مكانٍ ما تبتسمُ وتشرب قهوتك مثلما تعودتَ أن أراك دائماً .. لا تتذكّرنى فى تلك اللحظة بالتحديد لكنى بالتّأكيد ما زلت فى هاتفِك يتربص بك اسمى كلّ مرةٍ تمر عليه ورسَائلى تعيدك إلى ما كان يوماً بيننا 
فما كان بيننا لا يمكن أن نتخلّص منه لمجرد أن فات عليه الكثير من الوقت ..
أنا فقط أعلَم ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق